مصر:مصر أو رسميا
جمهورية مصر العربية دولة عربية تقع في أقصى
الشمال الشرقي من
قارة أفريقيا، وفي أقصى
الجنوب الغربي من
قارة أسيا، يحدها من الشمال الساحل الجنوبي الشرقي
للبحر المتوسط ومن الشرق الساحل الشمالي الغربي
للبحر الأحمر، ومساحتها 1,002,450
كيلومتر مربع. تقع معظم أراضيها في
أفريقيا غير أن جزءً من أراضيها، وهي
شبه جزيرة سيناء، يقع في قارة
آسيا، فهي
دولة عابرة للقارات. تشترك مصر بحدود من الغرب مع
ليبيا، ومن الجنوب مع
السودان، ومن الشمال الشرقي مع
إسرائيل وقطاع غزة، وتطل على
البحر الأحمر من الجهة الشرقية. تمر عبر أرضها
قناة السويس التي تفصل الجزء الآسيوي منها عن الجزء الأفريقي.
ويتركز أغلب
سكان مصر في وادي
النيل وفي الحضر، وأكبر الكتل السكانية هي
القاهرة الكبرى التي بها تقريبا ربع السكان، تليها
الإسكندرية؛ كما يعيش أغلب السكان الباقين في
الدلتا وعلى ساحلي
البحر المتوسط والبحر الأحمر ومدن
قناة السويس ،وتشغل هذه الأماكن ما مساحته 40 ألف كيلومتر مربع. بينما تشكل الصحراء غير المعمورة غالبية مساحة الجمهورية.
تشتهر مصر بأنها أقدم الحضارات على وجه الأرض حيث بدأ الإنسان المصري بالنزوح إلى ضفاف
النيل واستقر وبدأ في زراعة الأرض وتربية الماشية منذ نحو 10.000 سنة
[7].
وتطور أهلها سريعا وبدأت فيه صناعات بسيطة وتطور في نسيجه الاجتماعي
المترابط، وكوّن إمارات متجاورة مسالمة على ضفاف النيل تتبادل التجارة،
سابقة في ذلك كل بلاد العالم. تشهد على ذلك
حضارة البداري منذ نحو 7000 سنة
وحضارة نقادة (4400 سنة قبل الميلاد - نحو 3000 سنة قبل الميلاد). وكان التطور الطبيعي
لها أن تندمج مع بعضها البعض شمالا وجنوبا وتوحيد الوجهين القبلي والبحري
وبدأ الحكم المركزي الممثل في بدء عصر الأسرات (نحو 3000 قبل الميلاد).
وتبادلت التجارة مع جيرانها ونشأت فيها الكتابة بالطريقة الهيروغليفية.
يماثلها في ذلك سكان
دجلة والفرات الذين بدؤا الكتابة أيضا نحو 4000 قبل الميلاد بطريقة الخط المسماري. وكان
طبيعيا أن يتبادلا التجارة والتعامل الحضاري الذي يرجع له الفضل في تطور
الإنسانية جمعاء. وكان لابتكار الكتابة في مصر أثرا كبيرا على مسيرة الحياة
في مصر وتطورها السريع، وكان المصري القديم مولع بالكتابة، ويمكن للباحث
العصري تتبع الحضارة المصرية ليس فقط عن طريق ما خلفه
قدماء المصريين من آثار على الأرض من معابد واهرامات، وإنما عن طريق فك لغز الكتابة
المصرية القديمة وقراءة التاريخ حيث كان المصريون القدماء يكتبون عن كل شيء
في حياتهم، من تمجيد للملوك، وعقود سلام مع بلاد الجوار، وكتابات في
الأخلاق والحكمة، ومخطوطات دينية، ومخطوطات في الطب والهندسة والحساب، بل
حتى الرسائل بين أفراد العائلة أو رسائل بين أصدقاء.
قدمت
الحضارة الفرعونية بالإضافة إلى تعليم العالم الكتابة -وتقديمها القلم والورق- معالم وشواهد
كثيرة على الأرض، تعتبرها كثيراً من المنظمات المعنية بالأثار دولياً أنها
تاريخ لحضارة البشرية جمعاء، مثل
أهرام الجيزة وأبو الهول وآثارها القديمة مثل الموجودة في مدينة
منف وطيبة والكرنك ووادي الملوك، ويتم عرض أجزاء من هذه الآثار من هذه المواقع في المتاحف الكبرى في جميع أنحاء العالم. وقد وجد علم خاص بدراسة آثار مصر سمي
بعلم المصريات.
أصل الاسم:اسم مصر في اللغة العربية واللغات السامية الأخرى نسبة إلى
مصرايم بن حام بن نوح [8]، ويفسره البعض بانه مشتق من جذر سامي قديم قد يعني
البلد أو
البسيطة (الممتدة)، وقد يعني أيضا
الحصينة أو
المكنونة. يعرفها العرب باسم «مِصر» ويسميها المصريون في لهجتهم «مَصر». أما الاسم الذي عرف به
الفراعنة موطنهم في اللغة هو
كِمِيتأو كيمى وتعني "الأرض السوداء"، كناية عن أرض وادي النيل السوداء تمييزا لها عن الأرض الحمراء الصحراوية
دِشْرِت المحيطة بها.
الأسماء التي تعرف بها في لغات أوربية عديدة مشتقة من اسمها في اللاتينية
إجبتوس Aegyptus المشتق بدوره من اللفظ اليوناني
أيجيبتوس Αίγυπτος، الذي يرجع إلى وحي خيال هوميروس في أسطورته التي ألفها في وقت
يقع بين عامي 1600، 1200 قبل الميلاد، حيث كان حلم هوميروس والحلم الإغريقي
القديم بصفة عامة هو الاستيلاء على مصر، وتحقق ذلك بالفعل على يد الإسكندر
الأكبر بعد ذلك في عام 313 قبل الميلاد، فأطلق البطالمة لفظ "إيجيبتوس"
على مصر وسكانها من وحي أسطورة هوميروس المشار إليها... وفي علم اللغة وأصل
الكلمات تعني كلمة "إيجيبتوس" « الماعز المستلق »
[9]. و يفسرالبعض ذلك الاسم على أنه مشتق من
حط كا بتاح أي
محط روح بتاح وهو اسم معبد بتاح في العاصمة القديمة
منف،
جريا على ممارسة مستمرة إلى اليوم في التماهي بين اسم البلاد واسم
عاصمتها، غير أن هذا التفسير لم يلق قبولا عند كثير من علماء اللغة وأصل
الكلمات.
التاريخ القديم:منذ 250 ألف سنة ق.م. في عصور ما قبل التاريخ كانت مصر موئلا
للإنسان البدائي حيث كانت المنطقة في أقصى
الجنوب عند
النوبة غنية بالحشائش.
أهرام الجيزةمنذ 35 ألف سنة ق.م. تعرضت هذه المنطقة
التصحر بسبب توقف هطول
الأمطار مما أوجد
مجتمعات زراعية بمصر الوسطى والدلتا
بالشمال.وقامت أول حضارة مصرية في
منطقة البداري بأسيوط في
الصعيد تقوم على الفلاحة والصيد وتربية الطيور والمواشي وصناعة
الفخار والتعدين.
[10]في سنة 4000 ق.م. ظهرت نظم الري وأصبحت مصر ممالك قبلية صغيرة، و نشأت حول وادي
النيل إحدى أولى الحضارات البشرية، إذ ظهرت بها مملكتان مملكة الشمال ومملكة
الجنوب في الصعيد.و كانت الصراعات كثيرة بين المملكتين منذ نشأتهما؛ ولكن
لا يوجد إلا معلومات قليلة عنهما.
وبداية
التاريخ المكتوب بعد أن ابتكر المصري القيم الكتابة، هو ظهور مملكة ضمت وادي النيل من مصبه حتى الشلال الأول عاصمتها
منف حوالي عام 3100 ق.م. على يد الملك
مينا (و يمكن أن يكون
نارمر أو
حور عحا) وقيامه بتوحيد مملكتي الشمال والجنوب المصريتين. توصـل المصريـون إلى
الكتابة الهيروغليفية لتحكمها بعد ذلك أسر ملكية متعاقبة على مر الثلاثة آلاف عام التالية؛
[11]في عصر الدولة القديمة بنى الملوك الكثير من الأهرامات ليُلقَب هذا العصر بعصر بناة الأهرام؛ من أشهرهم الملك
زوسر وهرم سقارة المدرج الذي بناه المهندس
إمحوتب والملك
خوفو والهرم الأكبر الذي يعد من
عجائب الدنيا السبع.
[12]وفي عام 1786 ق.م قام
الهكسوس الذين قدموا إلى مصر كتجار وأجراء في القرن المضطرب السابق، يحتلون شمال مصر ويستقدمون
الحصان والعجلة وقوي نفوذهم بسبب المشاكل الداخلية بمصر.
وفي عام 1560 ق.م قام الفرعون
أحمس بطرد الهكسوس وباقي القبائل الآسيوية، مؤسسًا الدولة الحديثة وأصبحت مصر إمبراطورية سيطرت على
الشام والنوبة وأجزاء من
الصحراء الليبية وشمال
السودان لتصبح مصر أول إمبراطورية في تاريخ البشرية وسقطت بعد أن دخل
الآشوريين مصر؛و قد أسقط
الفرس آخر الأسر الفرعونية
الأسرة الثلاثين عام 343 ق.م. ودخول
الإسكندر الأكبر مصر·
توالى في حكم مصر بعدها
الإغريق البطالمة (منذ عام 332 ق.م) حيث دخل الإغريق مصر بقيادة
الإسكندر الأكبر وأسس مدينة
الإسكندرية في عام 331 ق.م أهم حواضر العالم القديم، وخلفه في مصر
البطالمة ثم
الرومان عام 30 ق.م. على يد
الإمبراطور أغسطس لتصبح مصر فيما بعد جزء من
الإمبراطورية الرومانية حتى غزاها الفرس مجددًا لبرهة وجيزة عام 618 ميلادية، قبل أن يستردها منهم
البيزنطيون عام 629
الملكية:في عام 1922 استقلت مصر عن حماية المملكة المتحدة بمقتضى تصريح 28 فبراير 1922 إحدى نتائج ثورة 1919، وتغير طبقا لدستور 1923 لقب فؤاد الأول من سلطان مصر والسودان إلى ملك مصر والسودان. تم عقد معاهدة 1936
لمدة 20 عاما بين مصر وبريطانيا، وألغتها مصر من طرف واحد يوم 8 أكتوبر
1951 وألغت معها اتفاقية الحكم الثنائي للسودان الموقعة عام 1899 وعدلت مصر
دستور عام 23 ليصبح لقب الملك ملك مصر والسودان ثم بدأت حرب القنال
الفدائية لمدة 3 شهور حتى حريق القاهرة وإقالة أخر حكومة وفدية يوم 27 يناير 1952، ثم انقلب ضباط من الجيش المصري في 1952 على الملك فاروق الأول وأجبروه على الرحيل عن مصر والتنازل لابنه الرضيع أحمد فؤاد الثاني أخر ملوك مصر، ثم أعلنت الجمهورية يوم 18 يونيو 1953، واستقل السودان يوم 1 يناير 1956.الجمهورية:قاد
محمد نجيب تنظيم الضباط الأحرار الذي قام بانقلاب عسكري أيده الشعب ليصبح ثورة 23 يوليو 1952. عينت الثورة اللواء
محمد نجيب أول رئيس للجمهورية ومجلس قيادة الثورة، ثم تلاه
جمال عبد الناصر والذي قام بالعديد من المهام من أهمها اتفاقية الجلاء مع بريطانيا ومنح
السودان حق تقرير المصير وقد اختار السودانيون الانفصال؛ في عام 1958 توحدت
مصر وسوريا تحت مسمى
الجمهورية العربية المتحدة وتفككت عام 1961، وتم إنشاء
السد العالي 1960-1970؛ كما شجعت الثورة حركات التحرير من الاستعمار. قامت إسرائيل في
5 يونيو،
1967 بشن هجوم على مصر
وسوريا والأردن واحتلت
سيناء والجولان والضفة الغربية لنهر الأردن·
رفع
العلم المصري فوق سيناء أثناء
حرب أكتوبرقامت مصر بعمل
حرب الاستنزاف حتى موت جمال عبد الناصر ثم تولى من بعده نائبه
محمد أنور السادات الذي قام بإعداد الجيش لدخول الحرب مع إسرائيل لتحرير المناطق المحتلة.
الرئيس
محمد أنور السادات، والرئيس الأمريكي
جيمي كارتر، ورئيس الوزراء الإسرائيلي
مناحيم بيجنفي
6 أكتوبر،
1973 في تمام الثانية ظهرًا، نفذت
القوات المسلحة المصرية والقوات المسلحة العربية السورية هجومًا متزامن على القوات الإسرائيلية في كل من شبه جزيرة سيناء
والجولان وهو ما عرف باسم
حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان. بدأت الحرب على الجبهة المصرية
بالضربة الجوية المصرية، وعبرت القوات المصرية إلى الضفة الشرقية ورفعت
العلم المصري،وقامت
القوات المسلحه العربية السورية بأقتحام وردم خط آلون وهو خط دفاعي مشابه لـ
خط بارليف وهو عباره عن خندق مضاد للدبابات ردمته
القوات السورية وعبرته ال ورفعت
العلم السوري علي قمة
جبل الشيخ وكانت علي بعد 20 كيلو من
بحيرة طبرية أي علي مشارف
بحيرة طبرية. قام الرئيس السادات بعقد معاهدة سلام مع إسرائيل سُميت
بمعاهدة كامب ديفيد لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط؛ ونتج عنها انسحاب إسرائيل من سيناء في 25 أبريل 1982 عدا
طابا التي أعادتها
محكمة العدل الدولية فيما بعد لمصر. كما نتج عن هذه الاتفاقية حدوث تغييرات على سياسة العديد
من الدول العربية تجاه مصر، وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من
عام 1979 إلى عام 1989
في
6 أكتوبر،
1981، تم
اغتيال السادات في عرض عسكري في ذكرى حرب أكتوبر، وقام بقيادة عملية الاغتيال
خالد الإسلامبولي العضو في
لمنظمة الجهاد الإسلامي. في أكتوبر 1981 تولى
محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية، باستفتاء شعبي بعد ترشيح مجلس الشعب له.